إدخال الحاسوب للمكتبات
ليس المقصود من ادخال الحاسوب في المكتبات المدرسية هو عملية التحديث فقط وليس المراد احلال الاقراص المكتنزة CD-ROM محل الكتب والدوريات بل على العكس من ذلك.ان إدخال الحاسوب يعتبر تقنية حديثةتهدف الى مساعدة امناء المكتبات واميناتها في اداء اعمالهم.
Computer as an assistant to Librarian ولا يحل محلهم، ولكن المقصود استخدامه كوسيلة لتقديم افضل الخدمات بسرعة والتقليل من الاخطاء في بعض الاعمال الادارية اضافة الى التعرف على استخدام هذا الحاسوب بالنسبة للأجيال الجديدة الناشئة والاستفادة منه على مدى الحياة.
وحيث ان فلسفة التغيير في المكتبات لا تحدث لوحدها انما هي نتيجة حتمية لعوامل مختلفة متصلة بالحاجة والتحسين والاخذ بالاسباب التي يتوخى منها تغيير الاداء نحو الافضل وبالتالي لا يستطيع ان يوجده المسؤول في المكتبة او مركز المعلومات او التوثيق لوحده لكن من اجل ان نتنبأ بالمرحلة القادمة فإنه لا يتأتى الا من خلال الاستفادة من جميع الافكار والمعطيات بحيث يشارك به كل من يتأثر بهذا التغيير وهو ما نسميه الادارة بالمشاركة في عصر التكنولوجيا وهو من افرازاتها وتأثيراتها كعامل توزان تفرضه طبيعة المرحلة(29).
مما تقدم يمكن القول بان الحاسوب اداة مساعدة لامين المكتبة وليس هو الامين نفسه ولا يمكن له ان يقوم باعمال امين المكتبة ولكنه وسيط بين امين المكتبة وبين الطالب او المدرس او اي مستفيد اخر من المكتبة المدرسية.
هؤلاء الامناء الذين يساعدون على تكوين وزيادة مدركات العقل البشري الناشئ والناهض والمكتبات المدرسية هي المعبر والجسر بين هذا العقل الصغير والمعلومات الغزيرة والمعارف المختلفة التي تزخر بها المكتبات.
واذا كانت للحاسوب ايجابياته فانله سلبياته فهو يحتاج الى صيانة دائمة وما يجتاحه من فيروسات تأتي على برامجه فتقضي عليها باكملها وتمسح ما هو موجود على الاقراص من معلومات وبيانات ومن امثلتها فيروس الحب الذي سمع عنه العالم وأتى على الالاف من الحواسيب، الا ان قبولنا بادخال الحاسوب للمكتبات المدرسية يعد خطوة ايجابية متقدمة لمواكبة التقدم العلمي والتكنولوجي وهي عملية تغيير وتبديل وما فيها من حتمية تاريخية يخضع لها جميع البشر على مر العصور منذ فجر التاريخ وحتى الوقت الحاضر، فهذا القبول سيساعد على الارتقاء بالعملية التعليمية والتربوية وازدهارها والحد من الاعمال الروتينية التقليدية الموجودة بمكتباتنا والتي يحتاج تغييرها الى توافر الموارد المالية والعناصر البشرية المؤهلة في علوم المكتبات والمعلومات والحواسيب(30).
شبكة الانترنت والمكتبة المدرسية
تعتبر المكتبة المدرسية كأي مؤسسة من المؤسسات الاخرى لها دورها وتتأثر وتتفاعل بشكل طبيعي مع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات وكان لابد لهذه المكتبة ان تتطلع الى هذه التقنية الحديثة وهذا الدور بسبب اننا نعيش في عصر المعلومات ونعاصر شبكة الشبكات الانترنت التي بزغ فجرها في القرن العشرين... هذه "الانترنت التي داهمت مجتمع المكتبات الدولي بقوة والتي تحدث عنها امناء المكتبات للوصول الى المعلومات عن طريق الحاسوب، او ما يعرف "بالمكتبات الالكترونية"(31)
والسؤال الذي يطرح نفسه هل بات من الضروري استخدام شبكة المعطيات الدولية الانترنت ام الشبكات الالكترونية من قبل طلبة المدارس في المكتبات المدرسية؟
وكيف يمكن لهذه المكتبات الاستفادة منها؟
ان استخدام الانترنت من قبل طلبة المدارس يوفر الكم الهائل من المعلومات التي تبهر هؤلاء المستخدمين وتدهشهم وقد تفيض عن حاجاتهم المعلوماتية احياناً، فيختارون ما يحتاجون اليه، وهناك بعض التشابه بين استخدام المكتبة الشاملة وبين استخدام الانترنت.
ان لكل من المكتبة والانترنت نظاماً وتقنية ومهارات يجب على المستخدم ادارتها فالمهارة في استخدام الانترنت كالمهارة في استخدام المكتبة واستخدامها يعتمد اساساً على وضوح الخطة والسياسة والنظام المعتمد لدى كل منهما.
والطالب في المكتبة المدرسية يجب عليه ان يتعرف على نظام تصنيفها حتى يتمكن من الوصول الى مصادر المعلومات التي يريدها، اما بالنسبة لاستخدام الانترنت فيحتاج المستخدم الى حاسوب شخصي ومودم Modem قادر على ارسال واستقبال المعلومات عبر خط هاتفي والى برامج خاصة للربط والانتقال عبر الشبكة الام التي يتوفر بها مئات الآلاف من الصفحات(32).
من هنا يمكن ان نعتبر ان الانترنت شبكة المعرفة التي لا تعرف حدود وهي بمثابة مكتبة عامة عظيمة ليس لها جدران تستطيع ان تدخل الى البيوتاذا توافرت لها شروط الاشتراك.
فهي تقدم الخدمات التي تعجز المكتبة المدرسية عن تقديمها حتى اذا توفرت للاخيرة خدمات الاحاطة الجارية.
"وبهذا فان استخدام الانترنت يمثلشكلاً من اشكال التحدي في استخدام تكنولوجيا المعلومات الحديثة بشكل عام والانترنت وسيلة وليست غاية"(33).
هذا التحدي التكنولوجي الذي ينبغي ان نسخره في خدمة التعليم والتعلم فلقد مضت الآن سنوات على استخدام الشبكة العنكبوتية الانترنت في العالمالمتقدم والآن حتى في العالم النامي، نظرا لان الانترنت اثبتت فاعليتها في عملية التعلم كمنقد للعاملين في ميدان التعليم بما توفره من خدمات للطلاب على مختلف مراحلهم الدراسية ابتداء من المرحلة الابتدائية وحتى الجامعية على الرغم من ان الكثير من المعلمين والطلاب يجهلون امكانات هذه الشبكة وما يمكن ان تقدمه وزارات وأمانات التعليم في الوطن العربي "الى احداث نقلة نوعية كبيرة في توظيف الحاسوب وتقنيات المعلومات بشكل عام بحيث تدخل التقنية الحديثة الى كافة اوجه العملية التعليمية بما في ذلك ادخالها الى العمل الاداري بالمدارس والممارسات اليومية للمدرسين واساليب التعليم والتعلم وتدريب المدرسين ومديري الادارات على الحاسوب، وان ادخال الانترنت ينبغي ان يكون بشكل مدروس وان يكون اساس ذلك دمجه بشكل كفء وفعال آمن في العملية التعليمية لكافة المواد الدراسية"(34).
اهمية استخدام الانترنت في مكتبات العينة
بالنسبة لاستخدام الانترنت في مكتبات العينة بشعبية طرابلس، هناك فرصتان رائعتان ستتحققان لامناء المكتبات المدرسية عند استخدام الانترنت وهما:
ان امناء المكتبات المدرسية سيكونون في موقف جيد من خلال ما يتوفر من مصادر ومواد مكتبية متعددة، كذلك ابراز دورهم في التوجيه والارشاد للطلاب والمدرسين لاعداد البحوث والتقارير وتعزيز المناهج الدراسية واعداد الواجبات الصفية بالنسبة للطلاب، اضافة الى ان هؤلاء الامناء يستطيعون القيام بالاعمال التالية:
- خدمات المعلوماتInformation Services
- تعليم المهارات المكتبية Library Skills
- مهارات تعليم القراءة Reading Skills
- تطوير المناهج الدراسية Curriculum Development
- الاستشارات لتطوير المناهج Curriculum Consultation
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق